شرق النيل-سودان سكوب

تواجه منطقة الوادي الأخضر بشرق النيل أزمة مياه حادة تهدد استقرار آلاف المواطنين، في ظل غياب حلول عاجلة أو دائمة، ما اضطر كثيرًا من الأسر للنزوح مرة أخرى بعد عودتها بسبب انعدام المياه والكهرباء.

وقال الناشط الطوعي عمرو حبيب الله في تصريح لـ"سودان سكوب" إن الوضع في الوادي الأخضر يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، رغم معرفة السلطات بالأزمة، موضحًا أن وفودًا من الأهالي قابلوا المدير التنفيذي لمحلية شرق النيل ومدير وحدة الوادي الأخضر الإدارية، وكلاهما على علم كامل بما يحدث، إلا أن إمكانياتهم محدودة ولا يملكون حلًا سريعًا.

وأشار إلى أن الجيش، عند دخوله الوادي الأخضر، تبرع بوقود لتشغيل البئر  المتوقفة مؤقتًا، لكن تشغيلها بشكل مستمر يحتاج إلى موتور إضافي داخل الحي لضخ المياه إلى المنازل.

وأضاف  أن أقرب بئر مياه للمنطقة يبعد نحو 6 كيلومترات، ويعمل بالجاز، حيث يكفي برميل الوقود لتشغيل البئر 6 ساعات فقط، بينما تصل المياه ضعيفة جدًا للأهالي. وأوضح أن سعر برميل المياه من عربات الكارو يتراوح بين 2 و4 آلاف جنيه سوداني، ما يرهق كاهل الأسر التي يعتمد معظمها على التكايا للحصول على الطعام والمياه، والتي لا توزع المياه يوميًا، بل أحيانًا كل ثلاثة أيام.

وكشف حبيب الله عن دراسة جدوى أعدها المواطنون لتشغيل بيارة  في منطقة التلال، التي تبعد حوالي 7 كيلومترات عن الوادي الأخضر، بتكلفة تصل إلى 18 ألف دولار، قائلًا إن المبلغ كبير جدًا مقارنةً بقدرات الأهالي الذين بدأوا بجمع مساهمات لكنهم عجزوا عن إكمالها.

وبيّن أن المواطنين حاولوا أيضًا جمع تبرعات لشراء منظومة طاقة شمسية لتشغيل البيارات، وتمكنوا من شراء 9 ألواح فقط، وهي غير كافية، لذا اقترحوا توصيلها مبدئيًا لمسجد الحي وتشغيل موتور المسجد لسحب المياه وتوزيعها على المنازل.

وأكد حبيب الله أن مشكلة الكهرباء عامة في الخرطوم بعد سرقة المحولات وتعرض الشبكة لأعطال كبيرة، مشيرًا إلى أن حلها قد يحتاج إلى شهرين أو أكثر، بينما يظل خيار الطاقة الشمسية أو توصيل خط كهرباء ساخن من حطاب هو البديل الوحيد حاليًا لتشغيل آبار المياه التي يمكن أن تسقي نحو 20 قرية مجاورة.