واشنطن-سودان سكوب

في ردهات الكونغرس الأمريكي، وخلف الأبواب المغلقة للجنة العلاقات الخارجية، تدور أحاديث حذرة عن خطوة تصعيدية قد تغير قواعد اللعبة في السودان والمنطقة. الحديث هنا عن تصنيف جماعة الاخوان المسلمين سابق عن نفس الخطوة فيما يلي قوات الدعم السريع وحركة مارس 23 الكنغولية.

بالنسبة للدعم السريع، فقد بدأت القصة رسميا في الأول من أغسطس 2025، حين تقدم السنياتور الجمهوري المخضرم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، السيناتور "جيم ريش" منفردًا بمشروع لتصنيف حركة مارس 23 الكنغولية وقوات الدعم السريع ضمن قائمة الإرهاب، استنادًا إلى المادة 219 من قانون الهجرة والجنسية الأمريكي (INA)، وهي المادة التي تمنح وزير الخارجية صلاحية السيف القاطع في حال تحقق ثلاثة شروط: أن تكون المنظمة أجنبية، أن تمارس أعمالاً ارهابية، وأن تشكل تهديدًا مباشرًا لأمن مواطني الولايات المتحدة ومصالحها.

لكن خلف الكواليس، يدرك المراقبون أن الطريق إلى التصنيف ليس سهلاً، فالقانون نفسه يمنح وزير الخارجية الأمريكي حق رفض أي مشروع من هذا النوع إذا ما ثبت ضعف الأدلة، أو رأى أن التصنيف يعقد الحلول الدبلوماسية في الملفات ذات الصلة، أو اذا عارضته السلطة التنفيذية لأي تقديرات أخرى.

لماذا الدعم السريع؟

رغم حمولة الاتهامات الثقيلة الموجهة إلى قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات جسيمة في دارفور ومناطق أخرى، إلا أن المعارضة المحتملة للتصنيف داخل اروقة الخارجبة الأمريكية قد تنظر إلى حقيقة أن نشاط القوات محصور داخل السودان، وانها ليست مجموعة مؤدلجة عابرة للحدود، وبالتالي لا تمثل تهديدا مباشرا للمصالح الأمريكية كما تشترط المادة 219. الأهم أن واشنطن تقر أن الصراع في السودان لا يمكن حله عسكريًا وهي منخرطة بصورة كبيرة عبر عدة مبادرات لحل الأزمة سلميًا، لذلك فإن أي خطوة كهذه ستبدو متسرعة في نظر البعض وقاضية على أي مسار سياسي أو وساطة دبلوماسية.

الإخوان المسلمون .. فرصة قد لا تتكرر

على الجانب الآخر، يبدو أن جماعة الاخوان المسلمين تواجه أسوأ لحظاتها في واشنطن. ففي 15 يوليو الماضي، تقدم السنياتور "تيد كروز" مدفوعا بدع من تسعة من زملاءه كرعاة اضافيين، بمشروع لتصنيف الجماع ة كمنظمة ارهابية، وهو المطلب الذي حمله الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي منذ 2019، دون أن ينجح في إدارة ترمب الأولى. لكن هذه المرة يختلف الوضع بدرجة كبيرة، حيث المناخ الاقليمي مهيأ من ناحية وجود أنظمة عربية مؤثرة وحليفة للولايات المتحدة تصعد ضد الجماعة، والضغوط الأمنية والسياسية عليها في المنطقة في ذروتها، ما يجعل احتمالات النجاح مرتفعة مقارنة بالمرات السابقة.

عقبة مارس 23 قد تشكل حجر عثرة للمشروع

ادراج حركة مارس 23 الكنغولية في نفس المشروع مع الدعم السريع يضعف فرص نجاحه بدرجة كبيرة، اذ أن الحركة وقعت اتفاق سلام لتوها بوساطة امريكية مع حكومة كينشاسا، وهو ما يجعل أي محاولة لتصنيفها تصطدم مباشرة مع التزامات واشنطن نفسها، ويخلق حرجا دبلوماسيا يصعب تجاوزه، خصوصا إن أدى ذلك الى تعقيد عملية السلام الجارية.

يبدو أن السيناريو الأكثر ترجيحا مما سبق، أن الاخوان المسلمون أقرب إلى التصنيف من الدعم السريع في هذه الجولة، ولكن لا يزال وجود الدعم السريع على طاولة تداول التصنيف الأمريكي يشكل ورقة ضغط سياسية يمكن تفعيلها في أي لحظة اذا تغيرت موازين الحرب في السودان أو تبدلت أولويات واشنطن بناء على أي تغيرات محتملة.