الأبيض-سودان سكوب

لا زالت الحرب في السودان تدق نواقيس الخطر بهلاك إنسان كردفان الذي دفع فاتورة غالية بحثا عن الامن من شبح الموت الذي يحاصره فمن نجا من الرصاص لم ينج من الجوع والعطش. محلية الخوي التي دارت بها رحى حرب ضروس أضرت بالانسان والحيوان. حيث خسرت منطقة الخوي ما يقارب العشرة آلاف من الماشية مابين النفوق والضياع من شدة العطش بالاضافة إلى سرقة العدد الاكبر من البهائم من قبل قوات الدعم السريع التي قامت بذبحها واعتمادها كغذاء رئيسي للقوات ثم ترحيل أعداد ضخمة منها إلى مناطق سيطرتها في محاور كردفان القتالية الاخرى٬ الحرب والعطش تسببا في نفوق غالبية الحمير بالمنطقة والتي كانت وسيلة التنقل لكثير من الاهالي٬ كما نفقت الدواجن لعدم الرعاية بسبب نزوح الاهالي هروبا من المدافع والطائرات المسيرة٬ تركوا بيوتهم ونزحوا إلى قرى مجاورة في البداية٬ ومنها إلى مدينة الابيض بشمال كردفان بحثا عن مأوى وشربة ماء.
وتحدث الأهالي النازحين إلى الابيض ل“سودان سكوب" قائلين إن قوات الدعم السريع عاثت فسادا وفوضى ممنهجة لاهدار المياه من مصادها في الدوانكي والآبار اذ قامت بقفل هذه الموارد المائية ورمي القاذورات والفضلات على ةحواض المياه حتى لا ينعم ةهل الخوي بالاستقرار ٬ مضيفين أن قوات الدعم السريع تمكنت من نهب السيارات والمحاصيل التي تم تخزينها. فالحرب في تلك المناطق كانت عسكرية وإقتصادية من الدرجة الأولى٬ واشاروا إلى أن قوات الدعم السريع أغلقت لاحقا كل الطرق يمكن للاهالي ان ينزحوا عبرها لمناطق أخرى.
وعن الحياة داخل الخوي بعد سيطرة قوات الدعم على المنطقة يقولون أنها أصحبت مستحيلة فالسكان معدمين ولا يمكنهم أن يتدبروا أمر الماء ناهيك عن بقية مستلزمات الحياة٬ فبرميل الماء أصبح يباع بخمسين الف جنيه سوداني والدعم السريع هي البائع.فمواطن الخوي اصبح بين فكي الجوع والعطش مما زاد من حصيلة الاصابات بالملاريات وأمراض سؤ التغذية وتدهور الوضع الصحي والانساني وانتشرت الكوليرا في ظل غياب العون الطبي والانساني فقد منع عنهم وصول أية مساعدات.
وازدحمت مدينة الابيض بالاف الهاربين من جحيم المعارك٬ ولم يتبقى في الخوي سوى عدد قليل من جملة السكان وحتى الآن لم تحل مشاكل المياه.
كل المعطيات تنذر بصعوبة التكهن بإنتهاء هذه الازمات لان مايحدث عسكريا في هذه المنطقة عباره عن كر وفر بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحه فالدعم السريع تمكن من دخول الخوي مرات عديدة.
وتروي شاهدة عيان تفاصيل ما حدث لهم بعد ان هاجمت قوات الدعم السريع محلية الخوي واصبح الوضع اخطر على حياتهم قالت: قررنا الخروح من الخوي الى قرية كرنكا التي تبعد26 كيلو من الخوي راجلين حوالي برفقة خالي وأطفالي الصغار٬ حتى وصلنا كرنكا التي تصلها العربة في ساعة ونصف٬ وبعدها بيوم وصلتنا الأخبار بأن الجيش استرد الخوي فعدنا ادارجنا٬ وفي اليوم التالي جاءت قوات الدعم السريع وانسحب الجيش٬ وامطرونا بالقذائف والمسيرات مع الترهيب والتهديد لنا أن نخبرهم عن أماكن تواجد الجيش٬ عندها هربنا للمرة الثانية إلى كرنكا ومكثنا بها خمسة أيام٬ ولكن جاءت قوات الدعم السريع إلى كرنكا واصبحت تهدد حتى الشيوخ والاطفال الذين أنهكهم العطش فما كان علينا الا ان نغادر بعيدا مسافة 60 كيلو بعربة أجرة إلى قرية أخرى٬ ومنها إلر منطقة أم صميمة٬ ثم إلى مدينة الأبيض التي بدأت فيها إستشفاء اطفالى الذين عانوا بسبب الجفاف وندرة المياه.
ويقول أحد النازحين أن قوات الدعم السريع جردته من أمواله ومتلكاته٬ كما اصابته مسيرة بجروح خطيرة.
وقالت احدى النازحات ان قوات الدعم السريع جاءت منتصف الليل للبحث عن أفراد الجيش فتم تهديدنا وضربنا من قبل قوات الدعم السريع التي اتهمت أخي بأنه يتخابر مع الجيش وتم ضربه وأخذ هاتفه٬ ولكن عناية الله كانت الاقوى فهربنا ليلا حتى نجونا. وتحسر أحد الناجين من المعارك على حاله وحال بقية أبناء المنطقة الذي فقدوا كل شيئ٬ كما أنهم لن يستطيعوا ممارسة نشاطهم الزراعي مما يؤكد أن الأيام القادمة أخطر على حياتهم لأنهم لن يجدوا ما يطعمون به أبنائهم .