الخرطوم-سودان سكوب
تشهد العاصمة السودانية انتشارًا واسعًا لمرض حمى الضنك، مع تسجيل حالات كثيقة في مناطق متعددة، أبرزها كوير و الحلفايا والكلاكلة. ويعزى هذا الانتشار إلى بيئة مناسبة لتكاثر البعوض الناقل للمرض، مثل برك المياه الراكدة وتراكم النفايات.
وقال مواطن من منطقة الكلاكلة فضل عدم ذكر اسمه أن المرض منتشر بشكل كثيف كبير٬ وفي بعض الاحيان يصيب اغلب افراد الاسرة ٬ مضيفا أن عدم توفر فرص العمل وغلاء الحياة يضعان المريض واسرته في امر صعب.
وأضاف أن البعض يذهب لشراء العلاج مباشرة تقليلا للنفقات٬ منوها إلى أن الكثيرين لا يميزون بين حمى الضنك والملاريا .
وفي تصريح لـ"سودان سكوب" أكدت أسماء سيد أحمد، الطبيبة بمستوصف الملوك الخيري، أن حمى الضنك منتشرة بشكل كبير في الحلفايا، خاصة في أحياء المربع ٧، والحي التاسع، والدرة. وأشارت إلى أن المستوصف يستقبل عددًا كبيرًا من الحالات يوميًا، محذرة من أن المرض قد يؤدي إلى الوفاة إذا تأخر المريض في تلقي العلاج.
وأضافت الطبيبة أن حمى الضنك يمكن أن تسبب تلفًا في الأوعية الدموية، ونزيفًا حادًا، وفشلًا في الأعضاء، مما قد يؤدي إلى الوفاة.
تكاليف العلاج والرش تزيد العبء على المواطنين
على الرغم من توفر العلاج، إلا أن تكلفته قد لا تكون في متناول الجميع، حيث يبلغ سعر "الدرب" الواحد ٧,٠٠٠ جنيه، بالإضافة إلى ٣,٠٠٠ جنيه مقابل خدمة تركيبه من قبل الممرض. وتستقبل مستشفيات "النو" و"الصافية" و"مركز صحي الحلفايا" الحالات المصابة بالحمى.
وتفاقمت الأزمة بسبب عدم وجود دخل كافٍ للأسر، وغلاء المعيشة، مما يجعل العلاج صعب المنال. كما يواجه المواطنون مشكلة إضافية مع فرق الرش المكلفة بمكافحة البعوض، والتي تطلب مبالغ مالية من السكان مقابل القيام بعملها، مما يزيد من الأعباء المالية على المواطنين.
مطالبات بالتدخل الحكومي العاجل
ويعرب السكان عن إحباطهم من غياب التدخل الحكومي الفعّال، ويطالبون بضرورة قيام الجهات المسؤولة بواجبها في مكافحة البعوض وتوفير العلاج بالمجان أو بأسعار معقولة، خصوصًا وأن مراكز العلاج المتاحة تعاني من نقص في التجهيزات. ويؤكد الأهالي أنهم يعتمدون على جهودهم الذاتية لجمع التبرعات لتغطية تكاليف العلاج، مشيرين إلى أن معظم الأحياء لا تمتلك القدرة المالية الكافية.