الدبة-حمرة الشيخ-سودان سكوب

شهدت مدينة (الدبة) بالولاية الشمالية قبل مدة قصيرة، اشتباكات دموية عنيفة بين افراد من كتائب البراء ينتسب بعضهم لقبيلة الهواوير ٬ وعناصر من استخبارات الجيش ينتسب بعضهم الى قبيلة الكبابيش.تحور الصراع بين المجموعتين لياخد منحى قبلي ويتم الترويج اعلاميا لنزاع بين قبلتين لا يدري ابناء الكبابيش في الداخل او الخارج عنها شيئا وكذلك حال ابناء قبيلة الهواوير.خلال متابعتنا للقضية٬ وجدنا خيطا لصراع مختلف عن الاسياب المنتشرة الوسائط الاعلامية٬ لهذا بدأنا بالتقصي للتأكد من القصة الحقيقة للاشتباكات التي بدأت تندلع بين أبناء القبيلتين.وتؤكد مصادرنا أن نذر الصراع بدأت قبل فترة بمنع استخبارات الجيش في الدبة الشاحنات التي تحمل السلع الاستهلاكية من العبور لاقليمي كردفان ودارفور ٬ وقد نشرت "سودان سكوب" خبرا عن هذا الاجراء الذي لم يوجد قرار يستند إليه الى لحظة كتابة هذه السطور.رد الفعل الطبيعي لمنع عبور الشاحنات الى بادية كردفان كان ازدياد وتيرة تهريب البضائع واصبحت هناك مجموعات مسلحة تمتهن حماية الشاحنات نظير مبالغ مالية٬ ومن ضمن هذه الجهات افراد يتبعون لكتائب البراء المنتتشرة في المنطقة. وحدثت مطاردة من قبل استخبارات الجيش لشاحنة تحت حماية كتاىب البراء٬ وانتهت العملية باندلاع نزاع مسلح اخذ المنحى القبلي و اسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين، بمن فيهم مدنيون أبرياء. وبعودة إلى قصة المطاردة التي فجرت كل هذه الاحداث العنيفة وفقًا لمصدر مطلع على الأحداث، اعترض مستنفرين يعلمون تحت قيادة الاستخبارات الشاحنة تم القبض على المهربين واقتيادهم نحو مبنى الاستخبارات بحامية الدبة. إلا أن تجمعًا كبيرًا من المهربين الذين يعلمون تحت لافتة كتيبة البراء وينتسب جزء كبير منهم لقبيلة الهواوير هاجم مستنفري الاستخبارات، وحرر المهربين بالقوة، واقتادوا أحد أبناء المستنفرين معهم إلى جهة غير معلومة٬ وصادف ان كان هذا المستنفر الاستخباراتي من ابناء قبيلة الكبابيش.بعد هذا الحادث، تجمع بعض أبناء الكبابيش في الدبة، واندلعت المواجهات يوم الخميس بالقرب من المستشفى، ثم امتدت إلى سوق الدبة. استمرت الاشتباكات العنيفة حتى تدخلت قوات الجيش وفصلت بين المجموعتين، منهيةً الصراع الدامي الذي خلف قتلى وجرحى من الطرفين ومن المدنيين.و سارعت الإدارات الأهلية للقبيلتين إلى احتواء الموقف، حيث اجتمع ممثلوهما في مقر الحامية وأكدوا التزامهم بالحفاظ على الأمن والعلاقات التاريخية التي تجمعهم. وأشاروا إلى أنه لا توجد مشاكل جوهرية بين القبيلتين اللتين تتجاوران وتتصاهران منذ عصور، مؤكدين أن هذا النزاع المسلح لا يمثل قبائلهم في الاساس .و في حديث لـ "سودان سكوب"، عاد أحد أبناء قبيلة الكبابيش بالذاكرة إلى تاريخ التعايش السلمي بين القبيلتين، مشيرًا إلى أن آخر نزاع كبير بينهما كان قبل مغادرة الإنجليز للسودان وتم حله عن طريق القضاء ولم تفقد فيه اي قبيلة نقطة دم واحدة.وأضاف أن القيادات الأهلية التي تدخلت بهدف فض النزاع لم تجد أي مؤشر لصراع قائم على أسس قبلية٬ لهذا تمكنت من اغلاق الملف بسرعة .وأكمل مصدرنا حديثه قائلا (إن انتشار السلاح والفساد المستشري في المنطقة بعد منع عبور الشاحنات إلى غرب السودان حوّل خلافا بين مهربين إلى حرب قبلية فقدت فيها أرواح عزيزة.وتتطلب مثل هذه الأحداث تدخلًا فوريًا وحاسمًا من السلطات لاحتواء الموقف٬ مع ضرورة محاسبة المتورطين٬ ووضع حد للممارسات التي تهدد السلم الاجتماعي.