كمبالا-سودان سكوب

في ندوة نظمتها الشبكة الشبابية للمراقبة المدنية بالعاصمة الاوغندية كمبالا، ابتدأ الحوار حول مبادرة (حملة آمنات). وهي حملة نسائية تنشط في سياق الحرب وتركز علي تسليط الضوء علي الانتهاكات التي تتعرض لها النساء وتمكين أصوات الناجيات والمدافعات عن حقوق الإنسان ٬ كما تسعى الي توفير مساحة امنة لسرد التجارب ومناصرة قضايا النساء في أوضاع الحرب٬ بالإضافة إلى توثيق الانتهاكات العشوائية التي طالت النساء و والفتيات خلال العام الأول من الحرب، ورصد وتوثيق الانتهاكات الجسدية، والنفسية والرقمية ومن ثم تحليل آثار الحرب علي النساء من منظور تعاطفي٬ مع اخذ الاعتبار للفئة العمرية، والانتماء الطبقي، والموقع الجغرافي٬ ومن ثم إبراز دور النساء في المقاومة والرعاية والدعم المجتمعي.
وركزت مبادرة آمنات على ظاهرة العنف الرقمي الذي يعتبر احد التحديات الرئيسية التي تواجه النساء في ظل السيولة الأمنية(الفوضي الامنية) والانقسامات الإجتماعية ،ويشمل هذا العنف إستخدام المنصات الرقمية للتحرش والتشهير ،مما يزيد من معاناة النساء الناشطات والنازحات نفسيا واجتماعيا.
وأجرت الشبكة الشبابية للمراقبة المدنية مقابلات مع عدد من ضحايا الانتهاكات خلصت إلى أن الاطراف المتصارعة مارست بصورة مباشرة انتهاكات ضد النساء بنسب متفاوتة بين الطرفين ولكن بحسب الإحصاءات والإفادات فإن أفراد الدعم السريع والمجموعات التي تقاتل معة قد كان لها النصيب الأكبر من الانتهاكات ضد النساء والفتيات كما يتهم الجيش السوداني في عدد من المناطق بارتكاب جرائم ضد النساء والمدنين مخالفة لقواعد الحرب٬ وذكرت عدد من النساء الناجيات انهن تعرضن لاعتداء من قبل قوات تتبع للجيش السوداني.
وتخللت الندوة نقاشات تركزت علي الطريقة التي يتعرض لها النساء من انتهاكات (اغتصاب وتعذيب جسدي ) من قبل الطرفين المتصارعين علي الرغم من إلمامهم. بوحشية الانتهاكات٬ حيث خضع معظم أفراد القوات النظامية( حركات مسلحة ودعم سريع وقوات الشعب المسلحة) خاصة في الفترة الانتقالية إلى جرعات من العمل التوعوي الخاصة بخطورة الانتهاكات التي يتعرض لها النساء٬ الا ان الحرب اظهرت الجانب السلبي و تعرضت النساء للانتهاكات من الجانبين بل اتخذ طابعا ممنهجا ومتكررا وتزايد بشكل لافت في مناطق النزاع والنزوح.
وأشار المشاركون الى وجود نساء في المعسكرات او مناطق النزاع اجبرتهن ظروف الحرب والمعاناة الى تقديم اجسادهن الى للأفراد الذين يسطرون منطقة النزاع رغبة في توفير لقمة العيش(الجنس مقابل الغذا) طمعا في ايجاد طريق للهروب.و حياة امنة.
وخلصت النقاشات في الندوة الى ان إحدى وسائل الانتهاكات التي يتعرضن لهن النساء هو الانتماء الي القبيلة او المنطقه ومن ثم ظاهرة الابتزاز وتصفية الحسابات القديمة التي توصف بأنها اجندة سياسية في المقام الأول يمارسها أطراف النزاع من اجل الانتصار.واكد المشاركون في الندوة على اهمية دور منظمات المجتمع المدني وخاصة المجال التوعوي وتكريس الجهود لإظهار الحق الإنساني من اجل وقف الانتهاكات والعنف ضد النساء
هذا ٫ وشكلت نقطة العدالة حضورا قويا في الحوار ٬ ورغم ان النظام القضائي الوطني يعتبر راس الرمح في النفاذ العدالة وان الاختصاص الأصيل في التحقيق والمقاضاة يعقد في الدولة نفسها الا ان واقع الحرب حال دون وقف الانتهاكات ومحاسبة الجناة محليا علي الرغم من وجود مؤسسات قضائية في السودان الا ان تنفيذ المهام بات شبه معدوم نتيجة لتدهور البنية التحتية للعدالة٬ لهذا تبرز أهمية المحكمة الجنائية الدولية بوصفها آلية دولية تكميلية قد سبق أن ان أحيل لها الوضع في إقليم دارفور بموجب قرار مجلس الأمن القرار ٢٠٠٥ /١٥٣٩ مامنح المحكمة اختصاص النظر في،الجرائم الدولية.
وفي ذات السياق تواجه جهود المساءلة في قضايا العنف الجنسي تحديات جسيمة تعيق الوصول الي العدالة سواء علي المستوي الاجرائي او في ما يتعلق بالبنية الإجتماعية للضحايا٬
إضافة الي الي عمليات التوثيق اذا ان توثيق جرائم العنف الجنسي يتطلب اجراءت دقيقة تراعي المعايير الدولية من حيث،المقابلات وجمع الادلة لضمان قابليتها للاستخدام في المحاكمات لاحقا.
جدير بالذكر ٬ في أبريل ٢٠٢٤م شهدت العاصمة الاوغندية كمبالا اجتماعا موحد للمبادرات النسوية. بمشاركة اكثر،من ٣٠ منظمة ومجموعة نسوية٬ وهدف اللقاء الي تنسيق الجهود النسوية لوقف الحرب وبناء السلام وتمخض عنه إطلاق خطة عمل مشتركة تحت مسمي منصة المرأة السودانية لتنسيق المجموعات النسوية من اجل وقف الحرب وبناء السلام .
وتجدر الاشارة إلى ان الشبكة الشبابية للمراقبة المدنية منصة تجمع منظمات٫ ولجان مقاومة٫
وكيانات مدنية سودانية تعني برصد وتوثيق الأوضاع السياسية والاقتصادية.