صباح محمد الحسن
ثمة ما يجعلنا نتهجّس مما أصاب مشاعر الود التي كانت تسكن أغوارنا، قبل التاريخ الذي جعلنا نقف على حافة الموت بفعل قاتل!!
ذاك الذي صلبنا بين ممرات الأنين المختنقة، فلاصوت سوى اللوم لهم ولأنفسنا..
ثم نعود لنرتطم بالخرائط العمياء عند الذكرى
على واجهة العلائق المجتمعية التي باتت تعاني فراغ المشاعر بين الأهل والأحبّة.
وقد تكون الشكوى من قلوب غارت في لُجَج الأوجاع ولم تنجُ فأصبحت قاسية، فتبدّد الحنين في ظرف زمان الأنين!!
فبعض القلوب متعبة، أَعْياها حمل الشقاء، وغيرها ظلّ مستترًا في العتمة..
ولا أحد يعلم شكواها، في وسط عالمٍ أصبح مكتظًّا بقُرْباء غرباء، أمرٌ جعلها تخشى الليل، وتخاف أن يتّسع ظلامه وينالَ مما تبقّى من الشعور، قبل أن تهزم، بصمودها، معارك الوحدة والعتمة…
سيما حين يسكن جوفها فراغُ اللحظة العائم…
ولكن لا بدّ من عذرٍ لهذه القلوب المثقلة والتي خيّم عليها الحزن، بغتة فكم قلبٍ راوده الجُرح على أرصفة الانتظار..
فجمّد شعوره بالحنين، وجعل البُعد أيقونةً حزينة على منضدة لقياه.
ولكن ما زال الخير فينا..
لابد ان تلقي هذه القلوب الشوائب العالقة، لتبدو نقية وتجدد الحنين الذي يقص تواتر نبضه، ويجمع بين الأحبّة، ليؤكد أنه لم يسقط شغفه بالمحبّة، بالرغم من أن روحه تقطفُها وحشة هذا الليل الذي ضرب بقسوته على على ظهر الوطن.
ما زلنا بخير… نعزم على عقد خطوتنا البِكر لبناء جسورٍ من الودّ والطيبة وغيرها…
فمن الذي قال إنّ الحرب أخرجت أسوأ ما فينا!!
علّها… إن ألقت أوزارها، تُخرج أجمل ما فينا من عفوٍ وسماح، فلا تُخيفكم المواعين الفارغة الآن من الحنين، غدًا ستفيض، وتنبع من أغوارها محنةٌ في لحظة عناق بعد فرقة أو لقاء بعد غربة..
غدًا، يكيل الزمان بالصّاع للناس أحلامهم، ويتّسع القلب حتى يُصبح الأرض المُسمّاة دون بُعدٍ أو فراق..
فوحدنا في لحظة إزاحة ستائر الهمّ المُسدَلة على شرفات العتاب، سنهمس… بهمسة وصل!!