دعوات عاجلة لوقف الحرب والتصدي للأزمة الإنسانية

مراكش – 6 يونيو 2025

اختتمت فعاليات ملتقى مو إبراهيم للحوكمة لهذا العام في مدينة مراكش المغربية، وسط حضور رفيع المستوى من قادة دول، ومسؤولين أمميين، ورؤساء سابقين، وصناع سياسات من مختلف أنحاء إفريقيا والعالم. وقد خصّ الملتقى في نسخة 2025 حيزا مهما من النقاشات للأزمة المستعرة في السودان، حيث شكلت الحرب الأهلية والأوضاع الإنسانية الكارثية محورا رئيسيا للحوارات الرسمية والجانبية.

تحذيرات من "صمت رسمي" وتواطؤ إقليمي

في الجلسة الافتتاحية، وجّه الدكتور مو إبراهيم، مؤسس الملتقى، انتقادات حادة لما وصفه بـ"الصمت المخزي" من القادة الأفارقة تجاه المأساة الإنسانية المتفاقمة في السودان. وقال في كلمته:

"لا يمكن أن تلتزم إفريقيا الصمت أمام الانتهاكات التي تجري في السودان. على القادة أن يتحملوا مسؤولياتهم، فصمتهم يُطيل أمد المأساة."

جوزيب بوريل: ما يحدث في دارفور "تطهير عرقي"

وفي مداخلة لافتة، وصف جوزيب بوريل، الممثل الأعلى السابق للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، الهجمات التي نفذتها قوات الدعم السريع في غرب دارفور بأنها:

"جزء من حملة تطهير عرقي منظمة تهدف إلى القضاء على جماعة المساليت غير العربية".

ودعا المجتمع الدولي إلى الاعتراف بفظاعة الجرائم المرتكبة، والعمل على وقف تسليح الأطراف المتحاربة وفرض آليات للمحاسبة.

عبدالله حمدوك: لا حل عسكري للأزمة السودانية

شارك في الملتقى د. عبدالله حمدوك، رئيس الوزراء السوداني السابق ورئيس التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود)، والذي أدلى بتصريحات مهمة على هامش الاجتماعات. حمدوك حذّر من الرهان على الحسم العسكري، ورفض ما أسماه "خطة بورتسودان" التي قدمتها السلطات الموالية للجيش في مارس 2025، قائلًا:

"هذه ليست خطة سلام، بل رؤية أحادية لطرف يعتقد أنه منتصر. الحل السلمي لا يمكن أن ينبني على فرض شرعية لطرف دون توافق".

وأضاف أن الاعتراف الدولي بأي سلطة أمر يجب أن يكون ناتجًا عن عملية سياسية شاملة، لا عن موازين القوة العسكرية.

لقاءات ديبلوماسية واسعة للمدنيين السودانيين

على هامش القمة، عقد ممثلو القوى المدنية السودانية لقاءات مهمة مع عدد من الشخصيات الدولية البارزة، شملت:

  • أمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة
  • موسى فكي، الرئيس السابق لمفوضية الاتحاد الإفريقي
  • نائبة رئيس الحزب الحاكم في أنغولا ورئيسة مجلس السلم والأمن الإفريقي
  • ديفيد لامي، وزير الخارجية البريطاني

وقد ركزت اللقاءات على طرح رؤية القوى المدنية للحل السلمي، وضرورة منع تصدير السلاح للأطراف المتحاربة، ودعم جهود وقف إطلاق النار وإطلاق عملية سياسية شاملة بقيادة سودانية.

الحضور السوداني يُلفت الأنظار

شهد الملتقى حضورا سودانيا مميزا، بوفد رفيع المستوى من تحالف القوى المدنية الديمقراطية (صمود)، وهو ما أكسب الملف السوداني أولوية في معظم الجلسات، حتى تلك التي لم تكن مخصصة له، بحسب عدد من الحاضرين.

وأكد مشاركون سودانيون أن هذا الحضور ساهم في إعادة تسليط الضوء الدولي على الحرب المنسية، ونجح في طرح سردية بديلة للحلول المفروضة من أطراف داخلية أو إقليمية.

خلاصة وتوصيات

  • التأكيد أن لا حل عسكري للأزمة السودانية
  • الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار والبدء في مفاوضات شاملة
  • رفض الحلول الأحادية واعتبارها مهددًا للاستقرار
  • دعوة القادة الأفارقة والمجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياتهم

شكل ملتقى مو إبراهيم للحوكمة 2025 لحظة سياسية فارقة لإعادة الاعتبار للأزمة السودانية في الأجندة الإفريقية والدولية، مع دعوات متزايدة للضغط من أجل إنهاء الحرب، ووقف المأساة التي يعيشها ملايين السودانيين.

الناطق الرسمي باسم تحالف القوى المدنية الديمقراطية (صمود) د.بكري الجاك: لا حل عسكري للأزمة و"خطة بورتسودان" تُطيل أمد الحرب

في تصريح خاص ل(سودان اسكوب) كشف الناطق الرسمي باسم تحالف القوى المدنية الديمقراطية (صمود)، عن مخرجات الاجتماع الأخير بين الأمانة العامة والآلية السياسية المشتركة، والذي خلُص إلى ضرورة تحريك جهود إقليمية ودولية لشرح طبيعة ما أسماه  "خطة بورتسودان"، المقدمة في 10 مارس الماضي، والتي تنص على حصر قوات الدعم السريع في ولايات دارفور وتشكيل حكومة.

وأكد الناطق الرسمي لتحالف (صمود) أن هذه الخطة لا تمثل مسارا حقيقيا نحو السلام، بل تعبر عن رؤية طرف "يعتقد أنه منتصر في الحرب"، وهو ما يزيد تعقيد الأزمة بدلاً من حلها. وشدد على أن "لا حل عسكريا للمشكلة السودانية"، محذرا من إدخال مسألة "الشرعية" في قلب الصراع، لأن الاعتراف بما أسماه "سلطة بورتسودان" كسلطة شرعية يكرّس الانقسام ويطيل أمد الحرب.

وفي إطار التحركات السياسية، أوضح الجاك، أن اللقاءات التي تمت مع الشخصيات الإقليمية والدولية على هامش فعاليات الملتقى، هدفت إلى لفت الأنظار إلى القضية السودانية والتأكيد على أهمية المسار السياسي المدني، بعيدا عن الحلول العسكرية التي لن تؤدي إلا إلى مزيد من الدمار والانقسام.