بورتسودان-سودان سكوب

في ظل تفشي الأوبئة وانهيار النظام الصحي كشف تقرير رسمي صادر عن مركز عمليات الطوارئ بوزارة الصحة في بورتسودان عن أرقام مفزعة لأمراض وأوبئة متفشية في كل البلاد بما فيها تلك الولايات التي تقع خارج سلطة القوات المسلحة السودانية، مما يضع النظام الصحي المتهالك على حافة الانهيار الكامل. ويأتي هذا التقرير الأسبوعي ليؤكد المخاوف المتزايدة بشأن "كارثة صحية وشيكة" في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين مما نتج عنه تدمير البنية التحتية للقطاع الصحي.

ووفقاً للتقرير، تم تسجيل 1378 حالة إصابة بحمى الضنك في 5 ولايات، مع تصدر ولاية الخرطوم المشهد بأعلى معدلات الإصابة. وفي نفس السياق، سجلت البلاد 1501 حالة كوليرا موزعة على 13 ولاية، فيما كانت ولايات شمال دارفور، وكسلا، وجنوب كردفان، ووسط دارفور، والنيل الأزرق الأكثر تضرراً. ولم تقتصر الأزمة على هاتين الأزمتين، حيث كشف التقرير عن تسجيل 102 حالة إصابة بالكبد الوبائي في ولاية الجزيرة خلال أسبوع واحد فقط.

تدهور متسارع وخسائر بمليارات الدولارات

تؤكد هذه الأرقام المخيفة ما صرح به وزير الصحة في بورتسودان، هيثم محمد إبراهيم، في تقارير سابقة، حيث أشار إلى أن الحرب تسببت في أضرار وخسائر هائلة للقطاع الصحي تقدر بنحو 11 مليار دولار. وتشمل هذه الخسائر تدمير ونهب المؤسسات الصحية، واستخدامها كثكنات عسكرية، مما أدى إلى خروج عدد كبير من المستشفيات والمراكز الحيوية عن الخدمة. كما أضاف الوزير أن الصراع أدى إلى فقدان البلاد لعدد كبير من الكوادر الطبية التي لقيت حتفها أثناء تأدية واجبها.

جهود محدودة في مواجهة أزمة كبرى

بينما تحاول وزارة الصحة في بورتسودان، بالتعاون مع المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية والاتحاد الأوروبي، احتواء الأزمة عبر توفير اللقاحات والمستلزمات الطبية، فإن حجم التحديات يفوق قدرة الاستجابة الحالية. وتواجه فرق الإغاثة صعوبات بالغة في الوصول إلى المناطق المتضررة، وخاصة في دارفور وكردفان، بسبب استمرار القتال، مما يترك آلاف المرضى دون رعاية طبية.

وتحذر المنظمات الدولية من أن الأوضاع الصحية في السودان على وشك الانهيار التام، مع احتمالية خروج الأوبئة عن السيطرة، ما لم يتم توفير ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية والطبية.

ويكشف هذا التقرير عن أن الأزمة الإنسانية في السودان ليست مجرد قضية نزوح ودمار، بل أصبحت أزمة صحية متعددة الأوجه تهدد حياة الملايين.