الدبة-سودان سكوب

في خطوة غير مسبوقة ودون إعلان رسمي، تمنع السلطات المحلية في الدبة بالولاية الشمالية مرور الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والبترولية المتجهة إلى ولايات كردفان ودارفور الكبرى، ما أثار استنكارًا واسعًا وتسبب في تدهور الأوضاع المعيشية في تلك الولايات التي تعاني أصلاً من ويلات الحرب.
وذكر مصدر مطلع لـ"سودان سكوب" أن هذا المنع يتم دون إصدار أي قرارات مكتوبة من الولاية أو المحلية أو حتى الجهات الأمنية. وبدلًا من ذلك، تقوم نقاط الارتكاز والبوابات بمنع الشاحنات من العبور، ومصادرة البضائع، واحتجاز وإهانة السائقين ومساعديهم لأيام وأسابيع، وصولًا إلى الضرب.
وأضاف المصدر أن هذه الإجراءات أدت إلى تفاقم الأزمة المعيشية، وزيادة حدة الفقر، وارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية في كردفان ودارفور. وأصبح المواطنون هناك يعيشون "حياة الجحيم"، بالإضافة إلى المعاناة من سعير الحرب وتداعياتها المدمرة.
وتعتمد أقاليم كردفان ودارفور بشكل أساسي على الشاحنات القادمة من الولاية الشمالية في استيراد المواد التموينية والبترولية منذ بداية الحرب في أبريل 2023. وتعتبر هذه الشاحنات الشريان الوحيد الذي يغذي تلك المناطق بالمواد الضرورية، ويقدر عدد الشاحنات العابرة بالمئات أسبوعيًا إلى ولايات الغرب.
وأفاد شهود عيان أن هذه الإجراءات فتحت الباب على مصراعيه أمام الفاسدين والمرتشين، الذين أصبحوا يبتزون أصحاب الشاحنات لدفع مبالغ طائلة، تصل أحيانًا إلى ستة أو سبعة ملايين جنيه سوداني للشاحنة الواحدة، للسماح بمرورها.