جنوب كردفان-سودان سكوب

عادت أعداد من سكان منطقتي (أم الفيض) و (أمبيري) بولاية جنوب كردفان إلى قراهم، مدفوعين بالحاجة الملحة للاستعداد للموسم الزراعي والظروف الإنسانية القاسية في مناطق النزوح، وذلك على الرغم من الأوضاع الأمنية المتدهورة والتهديدات المستمرة. وتعكس هذه العودة القسرية الواقع المرير الذي يواجهه المدنيون في مناطق النزاع بالسودان.
و أفادت مصادر محلية سودان سكوب أن بعض مواطني أم الفيض بدأوا بالعودة إلى قراهم استعداداً للموسم الزراعي، بعد أن نزحوا قسراً منذ ثاني أيام عيد الفطر جراء هجمات من قبل قوات الدعم السريع والحركة الشعبية شمال على المنطقة٬ وقد فر هؤلاء السكان حينها إلى منطقة (رشاد) المجاورة بحثاً عن الأمان.
غير أن العائدين يواجهون واقعاً أمنياً مزرياً، حيث أكد مواطنون لـ"سودان سكوب" استمرار حوادث الاعتداء على المركبات ووسائل النقل، بالإضافة إلى النهب واسع النطاق لممتلكات السكان. وفي ظل هذا الفراغ الأمني، وتغيب الجهات الرسمية والمنظمات الإغاثية، كما ان المساعدات المتاحة تقتصر على جهود فردية من أهالي المنطقة.
وفي هذا السياق، صرح ناشط سياسي لـ"سودان سكوب" بأن هناك حرصاً على عودة المواطنين لتفادي تفاقم الأزمة الإنسانية قبيل الموسم الزراعي. إلا أنه شدد على أن "استمرار وجود قوات الحركة الشعبية شمال والدعم السريع يُعتبران السبب الرئيسي في زعزعة الأمن والاستقرار بالمنطقة"
وفي سياق متصل، كشفت مصادر محلية لـ"سودان سكوب" عن تعرض قرية أمبيري لهجوم من مجموعة مشتركة من قوات الدعم السريع والحركة الشعبية شمال وتعرض المواطنين لانتهاكات ونهب للمتلكات.
ورغم المخاطر الجسيمة، بدأ جزء من سكان أمبيري بالعودة إلى قريتهم. وتُعزى هذه العودة إلى الظروف المعيشية القاسية في مناطق النزوح، وخاصة النقص الحاد في الغذاء ومأوى الإيواء. ويعيش العائدون في أمبيري حالة من القلق المستمر، معربين عن مخاوفهم من احتمال تكرار الهجمات في ظل استمرار الاضطرابات الأمنية في المنطقة.
تعكس هذه التطورات الوضع الإنساني والأمني المتفاقم في جنوب كردفان، حيث يجد المدنيون أنفسهم بين مطرقة النزوح وسندان العودة القسرية إلى مناطق غير آمنة، في غياب أي حلول جذرية تضمن سلامتهم واستقرارهم.